أن بين كظم الغيظ وبين ضبط النفس ترادف وتشاﺑﻬا، فالذي يضبط نفسه
هو الذي يكظم غيظه، وهو الذي يحبس غضبه، وقد ورد أحاديث كثيرة عن المصطفى (صلى الله
عليه وسلم) فيها بيان فضل كظم الغيظ وبالتالي ضبط النفس وأقرأ عليكم بعضها:
قال (صلى الله عليه وسلم): (ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما
كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا).
وقال (صلى الله عليه وسلم): (من كظم غيظا وهو قادر أن ينفذه ملء الله جوفه أمنا وإيمانا).
وقال (صلى الله عليه وسلم): (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس
الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء).
************
.
في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : أنه اجتمع أصحاب الحديث عند وكيع
وكانت عليه ثوب أبيض ، فانقلبت المحبرة على ثوبه
فسكت مليًا ثم قال :
ما أحسن السواد في البياض
تخيل لو مرَّ بك هذا الموقف ما كنت تصنع ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة " [ رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني ]
**********************
قال ابن المبارك رحمه الله: "تعلمنا الأدب ثلاثين عاماً، وتعلمنا العلم عشرين"،
وقال ابن سرين: "كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلم" ..
وروى ابن المبارك عن ابن الحسن قال: "نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من حديث"
وجاء في السير للذهبي عن عبد الله بن وهب قال: ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
ولقد كان أئمة السلف يوجهون طلابهم إلى تعلم الأدب قبل الخوض في غوالي العلم والخلاف، فهذا إمام دار الهجرة يقول لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم.
وقد كان مشايخنا يعلموننا الأدب مع العلماء، حتى في طريقة السؤال
فتعلمنا الأدب والعلم معا
ومع هذا ما يزال ينقصنا الكثير من الأدب والأخلاق
أسأل الله أن يزرقنا الأدب وحسن الخلق.